العادات في الإسلام

اهتم الإسلام بتربية الفرد والمجتمع وحث على الاهتمام بالعادات مهما صغرت ، بل مهما تناهت في الصغر. قال تعالى “ فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره” (الآيات ٧ و ٨ من سورة الزلزلة). وقال عز من قائل في محكم التنزيل ، “ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها “. بل وحث الخالق عز وجل نبيه الكريم على الاهتمام بطهارة الجسد والثياب من الرجس المادي وتطهير الروح من الرجس العقدي بهجران الرجز والأوثان ، مع ما يظنه القارئ من عدم ترابط الأول مع الأخير. وربطت الآيات بين الطهارة الجسدية والطهارة الروحية بالتكبير والعزم في طريق الدعوة ، قال تعالى: “يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر”.

كما شدد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على ضرورة الاستزادة من العادات الحسنة مهما صغرت ، والابتعاد عن العادات السيئة مهما تضاءلت ، بل وحذر من استحقار الصغير منها ، دون تقريع جارح ولا توبيخ مسفّ للمخطئين المسرفين ، بل كأسلوب نجاة من مصائب الدنيا والآخرة. وحث على ذلك بطريقة الاستزادة من الخير ومغالبة النفس في الابتعاد عن السوء ، قال صلى الله عليه وسلم “ اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن” رواه الترمذي. وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: “اتقوا النار ولو بشق تمرة” ، وقال عليه الصلاة والسلام: “إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قومٍ نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه”. وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر الغفاري رضي الله عنه قائلاً “أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته ، وإذا أسأت فأحسن ، ولا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك ، ولا تقبض أمانة ، ولا تقض بين اثنين.” وكلها مما استقله الناس في هذا الزمان ، والله المستعان.

ومن أعظم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الحث على التزام العبادات المتكررة كأسلوب حياة للمسلم ، قوله عليه الصلاة والسلام : “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر”. فالتزام الصلوات المفروضة ، وهي متكررة يومياً خمس مرات ، والتزام صلاة الجمعة كل أسبوع ، وصيام رمضان ، منجيات لمن التزم فيهن إيماناً واحتساباً ، منجيات بأداء الفريضة ذاتها ، وماحيات لصغائر لذنوب. ومما يتوجب أداؤه للصلوات الطهارة والوضوء ، ومما يستحب الختم به الأذكار والدعاء وصلاة النافلة ، وكلها تؤدي إلى التزام المسلم برنامجاً يؤدي إلى الالتزام ببرنامج متكامل من العبادات اليومية للمسلم. كما أن مما استحبه النبي صلى الله عليه وسلم استخدام السواك قبل كل صلاة. وحث النبي صلى الله عليه وسلم صحابته على الالتزام بصلاة الوتر كل ليلة ، كما حث على النوم على طهارة ، وحث على أذكار في مختلف أنشطة المسلم والمسلمة اليومية ، كلها يمكن النظر إليها على أنها عادات من منظور المادة مع كونها عبادات إسلامية تحفز على النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة وتساعد عليه وتعززه.




المزيد من المقالات ذات الصلة؟

فيما يلي بعض المقالات ذات الصلة التي قد ترغب في قراءتها:

  • عوز العلاقات في زمن وسائل التواصل الاجتماعي
  • الخسارة ... خير الدروس لمستقبل أفضل
  • إضافة Virtual Environment
  • لا يمكنك التحكم بالرياح ، لكن بإمكانك ضبط أشرعتك
  • النزاهة العلمية