استراتيجية تكديس العادات

تتميز استراتيجية تكديس العادات بأنها تعفي من يتبعها من تحديد تفاصيل الوقت والمكان ، حيث يتم ربط العادة الجديدة بعادة متأصلة في برنامجك اليومي ، وفي أحيانٍ كثيرةٍ لا تضطر لتذكرها مسبقاً. كعادة تحريك السكر كلما وضع أحدهم بعضاً منه في كوبه ، عادة غالباً نؤديها بشكل تلقائي. ولاكتساب المهارات الجيدة من خلال تكديسها مع عاداتنا المتأصلة ، كل ما نحتاج إليه هو التخطيط الجيد ، ومعرفة عاداتنا اليومية بشكل فعلي.

فمثلاً ، لنفترض أنك تود اكتساب عادة القراءة من الكتب ، وهي مهارة يبدأ بها الناس عادة باهتمام مبالغ فيه. وكثيراً ما يحدث أن نشتري الكتب وما نظن أنه من مستلزمات القراءة كالأقلام ومؤشِّر الكتاب (علام الكتب) ونحضّر “الأجواء” المناسبة للقراءة ، ونقتبس بعضاً مما نقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي ، و لكن ما نلبث أن يصيبنا الفتور بعد فترة يسيرة ، كيوم أو يومين ، أو أسبوع أو أسبوعين. وغالباً ما تبدأ مرحلة ترحيل الكتاب معنا دونما فائدة أو تركه في مكان ليعلوه الغبار . والسبب في ذلك أننا نحاول اكتساب المهارة بشكل مستقل ، أو ما يمكن وصفه بأنه تشكيل شخصية مستقلة عن شخصيتنا الحقيقية ، شخصية جديدة تماماً منفصلة عن شخصيتنا الحقيقية. توصف بأنها شخصية جديدة كوننا نحاول التحول من شخصيتنا السابقة إلى شخصية القارئ المعتاد على القراءة ، وهذا يحتاج إلى مثابرة وإصرار. في حين أنه من الأسهل أن نضيف صفة القراءة إلى شخصيتنا الأصلية من دون تكلف أو عناء ومن دون الحاجة لتشكيل تلك الشخصية الجديدة.

فيمكننا مثلاً اكتساب تلك المهارة من خلال الاستفادة من استراتيجية تكديس العادات. لنعد للمثال الذي طرحناه آنفاً ، هب أنك تحاول اكتساب مهارة القراءة ، وأنت في الوقت ذاته معتاد على تصفح الهاتف الجوال في سريرك قبل النوم ، وهو أمر مضرٌّ للغاية ، فتحاول التخلص من ذلك قدر الإمكان. وبرنامجك الحالي يتضمن العادات التالية: (ترتيب غرفة المعيشة < الخلود إلى السرير > تصفح الجوال > ضبط المنبه > تصفح الجوال قبل إغلاقه > النوم).

فيمكنك باستخدام تكديس العادات تقليل الوقت المستغرق في تصفح تطبيقات الهاتف واكتساب عادة القراءة. فللتخلص من تصفح الهاتف ، يمكنك الالتزام بتخصيص مكان مناسب له في غرفة المعيشة ، وتجعل من ترتيب منزلك اليومي أن يكون الهاتف في مكانه أي تصبح عادتك قبل الذهاب إلى النوم ترتيب غرفة المعيشة ، ومن ضمنها ترك الهاتف في مكانه. وفي المقابل تضع الكتاب الذي ترغب في قراءته على فراشك ، أو على مخدتك ، صباحاً بعد ترتيب الفراش مباشرة ، بحيث يصبح برنامجك الصباحي: (ترتيب الفراش > وضع الكتاب فوقه) وبذلك ، ستجد كتابك ينتظرك في المساء عندما تخلد إلى فراشك. وتصبح عاداتك المسائية على نحو: (ترتيب غرفة المعيشة > وضع الهاتف في مكانه > الخلود للسرير > قراءة صفحة من الكتاب الموجود على السرير > النوم).

وكما نرى فإن استراتيجية تكديس العادات ليست حلاً سحرياً للتخلص من العادات السيئة واكتساب العادات الجيدة ، وإنما استراتيجية تزيد من قدرتنا على الالتزام بالعادات الجيدة ، وتحويلها إلى عادات تلقائية مع الوقت ، والتخلص من العادات السيئة عبر الابتعاد عما يذكرنا بها أو يسهل القيام بها.




المزيد من المقالات ذات الصلة؟

فيما يلي بعض المقالات ذات الصلة التي قد ترغب في قراءتها:

  • المجتمعات العربية في دراسات الباحثين الغربيين .. جهل أم تجاهل
  • عوز العلاقات في زمن وسائل التواصل الاجتماعي
  • الخسارة ... خير الدروس لمستقبل أفضل
  • إضافة Virtual Environment
  • لا يمكنك التحكم بالرياح ، لكن بإمكانك ضبط أشرعتك